يحتفل العالم سنويًّا بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في الفترة بين 1 و7 أغسطس؛ لتشجيع هذه الممارسة، ولتحسين صحة الأم المرضع والرضيع، ورفع الوعي بالجوانب الطبية والنفسة لها.
وبحسب "CNN"عربي، حضرتُ دروسا في توعية الأمهات في مرحلة ما قبل الولادة، واشتريت حمالات الصدر التي ترتديها المرضعات، وصرت مستعدة تماما لكي أكون أُمّا مرضعة.
لكن بعد يومين من الولادة، كان حليب صدري لا يزال شحيحا للغاية. حاولت تدليك صدري، وأقدمت على تناول أغذية دسمة، وشربت الكثير من حليب الأبقار. لكن في اليوم الثالث من الولادة، أعادتني القابلة الزائرة إلى المستشفى؛ فقد كانت طفلتي تتضور جوعا ولا أستطيع إرضاعها.
عملية تكتنفها الوحدة:
لكن ما أن اعتاد جسمي الوضع الطبيعي لعملية الرضاعة، وبدأت طفلتي في الرضاعة الطبيعية، حتى وجدت نفسي منشغلة طوال الوقت بابنتي، فلم أكد أجد وقتا كافيا للنوم فضلا عن الاستحمام أو الاطمئنان على مظهري أمام المرآة. وبات الخروج النادر فكرة جيدة: "ماذا سيظن الجيران؟ وأصدقائي ماذا سيظنون بي؟"
وباتت وجهاتي المفضلة أماكن محظورة؛ فلم أعد أشعر بالارتياح للإرضاع في الأماكن العامة. وكان الليل ينتصف وأنا ساهرة، وحيدة مع طفلتي، أشعر بعزلة تامة عن باقي العالم. ووقفت على حافة اكتئاب ما بعد الولادة، وليس هناك مَن أطلب منه المساعدة.
الشعور بالذنب:
عندما حصلت طفلتي على تركيبة حليب أطفال لأول مرة في المستشفى، استغرقتْ في النوم لساعات. وأتذكر أنني حينئذ قلت في نفسي إنني إذا حدث وكنت في حاجة للحصول على قسط من النوم، يمكنني ساعتها أن أعطيها بعضا من هذا الحليب المركّب بدلا من الرضاعة الطبيعية.
ولم يستغرق الأمر منّي وقتا طويلا حتى بدأت أشعر بالذنب؛ ذلك أن الحليب المركب غادر رواسب بيضاء على لسان طفلتي، وكانت رائحته مقززة وبدا الأمر غير طبيعي. وشعرت وكأني كنت أطعم طفلتي أغذية معلبة سريعة، بدلا من لبن الأم المغذي اللذيذ.
وفي كل مرة كنت أقتطع لنفسي وقتا من الراحة، كان يتملكني الشعور بالذنب: "يتعين علي المحاولة بشكل أكثر جدية. لست في حاجة حقيقية إلى نوم هذه الساعة الإضافية".
احصلي على المساعدة:
الرضاعة الطبيعية صناعة رأسمالها مليارات الدولارات؛ فلكل مشكلة صغيرة ثمة حل معلّب جاهز لأخذ أموالك في مقابل حصولك على قسط من الراحة.
لقد اكتشفت جانبا كاملا جديدا داخل المتجر المحلي الذي أتبضّع منه، بينما كنت أبحث عن حلول علاجية تتعلق بالرضاعة الطبيعية.
لكن الحلول العلاجية الأنجح بالنسبة لي كنت أبحث عنها في حلقات وورش عمل الرضاعة الطبيعية للحصول على مساعدة ممن يمتلكون الخبرة والممارسة.
الرضاعة الطبيعية اختيار، وأعتقد أنها جديرة بأن تكون الخيار الطبيعي، على أن الإخفاق فيها، أو حتى عدم الرغبة في الرضاعة الطبيعية لا يجعل منكِ أُمّا سيئة.