السؤال الآن كيف يعود الزمالك وليس متى يعود الزمالك؟
خسر الفريق أمام المصرى لأنه لم يستحق الفوز.. لم يلعب، مازالت كرته غير جماعية. مازالت المسافات كبيرة بين لاعبيه وبين خطوطه. ومازال غائبا عنه صانع الألعاب أو العقل الذى يرى الملعب ويقود ويفعل ذلك بشخصية. ولا أتحدث هنا عن صانع الألعاب القديم، فى الكرة القديمة.. الذى كان يستلم الكرة ويدور ويلف ويبحث عن زميل ثم يمرر، وإنما صانع الألعاب الذى ينقل اللعب من ملعب الزمالك إلى ملعب المنافس. ثم صانع الألعاب الآخر الذى يمرر الكرة إلى المهاجمين داخل صندوق المنافس.. وهذا يفعله الأهلى مثلا بحسام غالى أو عاشور من ملعبهم وعبدالله السعيد أو صالح جمعة من ملعب المنافس. ** أيمن حفنى يمكن أن يقوم بدور صانع اللعب فى الثلث الأخير من الملعب، لكن هو يحتاج إلى مدرب يفرض عليه التمرير بسرعة وعدم الاحتفاظ بالكرة. وكى يمرر أسرع على زملائه التحرك وصناعة مساحات لإتاحة الفرصة له للاختيار والتمرير.. كذلك الزمالك يحتاج إلى مهاجمين يلعبون فى العمق.. وليس إلى كل المهاجمين الذين يملكهم ويلعبون على الجناحين من شيكابالا ورفعت إلى ستانلى وفتحى سابقا، وحتى أحمد توفيق أو حازم إمام أو معروف يوسف فهم جميعا يلعبون فى الأصل بجوار الخطين.. وربما كانت من مميزات ستانلى وفتحى أنهما ينضمان إلى الداخل كثيرا لكنه ليس كافيا أيضا. ** فاز المصرى لأنه الأفضل والأكثر تنظيما. المسافات قصيرة بين لاعبيه وخطوطه قريبة. والفريق حين يهاجم يدخل ملعب الزمالك بـ 8 لاعبين، بينما الزمالك يدخل منطقة المصرى بـ 4 أو 5 لاعبين. وبنفس الأعداد تقريبا يدافع المصرى وأحيانا الزمالك. إلا أن المسافات سمحت بكثير من الفرص. وبجانب غياب الكرة الجماعية للزمالك فإن الفريق يفقد الكرة سريعا، خاصة فى موقف الهجوم. ومن مظاهر قوة أى فريق مدى قدرته على امتلاك الكرة إيجابيا بصناعة الفرص وأداء الجمل فى ملعب المنافس. ** مشكلة الزمالك الفنية تكمن فى اللاعبين وفى المدربين، فمن الضرورى عند عقد صفقات أن يدرس مدرب الفريق كيف يلعب ويهاجم وما هو الزمالك وماذا يطلب منه كل موسم.. وفى الوقت نفسه على مدرب الفريق أن يرى الفرق الأخرى وكيف تلعب أمام الزمالك.. فاللاعب الذى تظهر قدراته فى فريق ليس بالضرورة أن تلائم تلك القدرات طريقة أداء الزمالك.. وهناك فارق كبير بين لاعب عداء سريع فى المسافات يطارد الكرة الطويلة القادمة من الخلف، وبين لاعب سريع فى المسافات القصيرة بالكرة، وبدون الكرة، وبالسيطرة على الكرة فى أضيق المساحات. ** من يختار الصفقات ومن يضع التشكيل، ومن يحاسب اللاعبين؟ إذا كان رئيس النادى هو الذى يفعل ذلك فتلك ليست مشكلته وحده ولكنها بالأساس مشكلة جميع المدربين الذين يقبلون بمهمة يؤديها غيرهم.. فإما أن يكون مدرب الزمالك مدربا يتحمل المسئولية بالكامل فى كل شىء، وإما لم يعد مقبولا منكم جميعا أيها المدربون الأجانب والمصريين تولى قيادة بعصا يملكها غيركم! ** قبل السؤال متى يعود الزمالك فكروا أولا كيف يعود؟