92 عاما على تأسيس جيش التحرير الصيني.. كيف تحولت بكين من دولة كبيرة إلى قوية؟
92 عاما مرت على تأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني في أول أغسطس عام 1927، وعرف وقتها باسم "الجيش الأحمر" حتى عام 1964، وبدأ بقوة برية فقط ليمر بمراحل تشكيل وتطوير لم تنتهي منذ اليوم الأول للتأسيس حتى اليوم لتضعه في المرتبة الثالثة كأكبر قوة عسكرية عالمية بعد الولايات المتحدة وروسيا.وشهد تكوين جيش التحرير الشعبي الصيني مراحل انكسارات وانتصارات لا تنتهي كأن معظمها قبل عام 1911 أي بعد 2000 عام من الحكم الإمبراطوري للبلاد والتي شهدت انقسامات وحروب داخلية وتدخل الدولي، مما اضطر أكثر من 40 مليون فرد أي 10% من الشعب وقت الإمبراطورية إلي إدمان الهيروين المخدرة، ووفقا للتتقديرات فان عدد السكان الصينيين في أنحاء البلاد وصل الى 400 مليون مواطن حتى عام 1900.وألقت الحرب الأهلية في 1949 بين الحكومة الصينية والميليشيات العسكرية الشيوعية، بظلالها على استقرار البلاد وتوحيد الجيش، حيث عادت الحرب بصورة أكثر ضراوة عن سابقاتها وظهر الشيوعيون أكثر خبرة وأمهر تكتيكيا، لكن سرعان ما استطاع ماو تسي تونغ الزعيم الصيني وقتها السيطرة على القتال وحسمها ليعلن تأسيس جمهورية الصين الشعبية وأطلق عليها اسم "الصين الشيوعية" أو "الصين الحمراء" في 1 أكتوبر من العام نفسه.وبدأ الجيش الصيني بقوة برية فقط مر قبل تأسيسه، ومر بمسميات مختلفة منها الجيش الثوري للعمال والفلاحين والجيش الأحمر للعمال والفلاحين وجيش الطريق الثامن والجيش الرابع الجديد حتى حمل اسمه الحالي في أكتوبر 1946.ومنذ تأسيس جيش التحرير الوطني الصيني في 1927 حتى اليوم، شهدت القوات المسلحة تطورا خياليا في قدراتها القتالية، خاصة مع دخولها حروب واسعة أبرزها الحرب العالمية الثانية ضد اليابان في الفترة من 1931 حتى 1945، ووصل التطوير حتى أصبحت وفقا لآخر تصنيف عالمي أعلنته Global Firepower ثالث أكبر قوة عسكرية.ويصل عدد سكان جمهورية الصين وعاصمتها بكين مليار و384 مليون نسمة، وعدد الجنود 2 مليون و183 ألفا، وإجمالي قوة الطائرات 3187، والطائرات المقاتلة 1222 طائرة، والدبابات المقاتلة 13050 دبابة، ويصل إجمالي الأصول البحرية إلي 714، وتمتلك حاملة طائرات وتعمل على صنع حاملة طائرات ثانية، وتبلغ الميزانية العسكرية 224 مليار دولار. وعلى مستوى الاقتصاد، شهدت الفترة بين عامي 108 قبل الميلاد و1911 ميلادية، حدثت 1828 مجاعة في أماكن متفرقة من الصين، وكانت أغلبها صغيرة ومحلية النطاق، وفي الأربعينيات من القرن العشرين، جعل الغزو الياباني والحرب الأهلية الوضع أكثر سوءا، وقد أشار مسح تم إجراؤه بين عامي 1929 و1931 للأسر الزراعية في الصين أن متوسط العمر عند الولادة هو 23.7 سنة للإناث و24.6 سنة للذكور، لكن الأمر لاحقا بفضل حملة القفزة العظيمة التي قام بها الحزب الشيوعي، وكشف عنها الزعيم الصيني ماو في 1958.وهدفت "القفزة العظيمة" إلي نشر التصنيع من خلال الاستفادة من الإمدادات الضخمة من العمالة رخيصة الثمن وتجنب استيراد المعدات الثقيلة، كما كانت الحكومة كذلك تجنب الطبقات الاجتماعية والاختناقات التقنية الموجودة في النموذج السوفيتي للتطور، حتى رحل ماو في 1967 شهدت الفترة التي تلته تحول في الأحداث حيث تحول الاقتصاد الصيني الى الاقتصاد المختلط مع بيئة سوق مفتوحة على نحو متزايد وهو نظام يطلق عليه البعض اشتراكية السوق أو رسميا من قبل الحزب الشيوعي الصيني "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية".استمر الاقتصاد الصيني في النمو حتى أصبحت ثاني أكبر قوة اقتصادية عالمية بعد الولايات المتحدة، وأسرع اقتصاد كبير نامي والأسرع في الثلاثين سنة الماضية بمعدل نمو سنوي يتخطى ال 10 %، وأصبحت أكبر دولة تجارية وأكبر مصدر وثاني أكبر مستورد في العالم.
