مفاجأة صادمة.. نظارات القيادة الليلية «وهم وخدعة»
كشفت دراسة جديدة أن نظارات العدسات الصفراء، والتي تم تطويرها من أجل تحسين الرؤية الليلية، لا تساعد السائقين على الرؤية بشكل أفضل وقد تؤدي في الواقع إلى تفاقم الرؤية.
ووجد الباحثون وفقًا للدراسة المنشورة في «جاما أوفاثالمولوجي» أن المتطوعين الذين يرتدون العدسات الصفراء والذين تم اختبارهم عبر محاكي للقيادة، لم يكونوا أفضل في اكتشاف أحد المشاة عند مواجهة المصابيح الأمامية القادمة من أولئك الذين كانوا يرتدون عدسات واضحة، كما أن هناك احتمال بأن العدسات ذات اللون الأصفر قد تزيد الوضع سوءًا.
وقال كاتب الدراسة الرئيسي "أليكس هوانج"، وهو أستاذ طب العيون في كلية طب "هارفارد" ومحقق بمعهد "سكيبنز" لبحوث العيون في "ماساتشوستس آي"، إن مشتري هذه المنتجات "لديهم مفهوم أن هذه النظارات السحرية يمكن أن تحسن القيادة الليلية إلى حد ما".
وأضاف "أليكس" أن ارتداء النظارات (الملونة)، سواء كانت صفراء أو حمراء أو زرقاء، تقوم بحجب جزءًا كبيرًا من الضوء، مما يعني أن هذا هو نفس وظيفة ارتداء النظارات الشمسية أثناء القيادة ليلاً.
وقدم هوانج نصيحة للسائقين وهي: "لا تضيع أموالك على هذه الأنواع من النظارات للقيادة الليلية".
وأشار "هوانغ" إلى أنه على الرغم من عدم وجود دليل على الفعالية، إلا أن هذا النوع من نظارات العدسات الصفراء للرؤية الليلية تباع على نطاق واسع.
يذكر أن إعلان عن ماركة واحدة من النظارات ذات العدسات الصفراء المباعة على موقع أمازون يدعي أن "نظارات الرؤية الليلية تساعد على تقليل الوهج أثناء القيادة الليلية والعينين الصفراء، وأن العدسات الصفراء تساعد على تعزيز الرؤية الليلية، وتحسين وضوح الألوان والتعريف البصري، مما يتيح رؤية أفضل عند القيادة على ليلا أو غائمة، مما يجعل القيادة الليلية أكثر أمانًا وسهولة. "
وقام "هوانغ" وزملاؤه بإعداد تجربة باستخدام جهاز محاكاة قيادة مصمم خصيصًا يتضمن خيار المصابيح الأمامية الواضحة، لتحديد ما إذا كانت النظارات ذات العدسات الصفراء يمكنها بالفعل تحسين الرؤية الليلية للسائقين.
وأجرى الباحثون التجربة بتجنيد 22 متطوعًا، يرتدون واحدة من ثلاث علامات تجارية من النظارات ذات العدسات الصفراء أو النظارات الواضحة، وأكملوا ما مجموعه ثمانية سيناريوهات القيادة الليلية، واستغرق كل منها حوالي 10 دقائق، من بين 22 ، كان متوسط أعمار18 شخصا بين 27 و 28 عامًا، بينما بلغ متوسط عمر الأشخاص الأربعة الآخرين جميعهم 70 عامًا.
وأثبتت التجربة أن النتائج متشابهة بين المتطوعين الأكبر سناً، لكن وقت الاستجابة العام كان أبطأ من وقت المتطوعين الشباب مع العدسات الصفراء وبدونها، كما أثبتت أيضا أن الوهج من المصابيح الأمامية يبدو أنه يبطئ من سرعة اكتشاف المشاة،وعليه فإن ارتداء العدسات الصفراء لم يحسن الأمور في الواقع، ويبدو أن العدسات الصفراء تبطئ وقت استجابتها، لكن هذه النتيجة لم تكن ذات دلالة إحصائية.
ومن جانب آخر يأمل الدكتور "دوجلاس فريدريك" نائب رئيس قسم التعليم في قسم طب العيون في مدرسة "إيكاهن" أن يحيط السائقون علما بالنتائج.
وقال "فريدريك" : "حوادث السيارات التي تنطوي على المشاة هي مشكلة شائعة".
وقال "روبرت ماسوف" أستاذ طب العيون في معهد "جونز هوبكنز" للعيون ومؤلف مقال افتتاحي رافق الدراسة الجديدة، إن النتيجة الثانوية المهمة هي أن "كبار السن أكثر حساسية للوهج الأمامي مقارنة بالأشخاص الأصغر سنا، وأن هذه هي المشكلة الحقيقية التي تحتاج إلى معالجة".