«رسوم جمركية جديدة».. منعطف في النزاع التجاري بين أمريكا والصين
في وقتٍ تسير فيه المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في مدينة شنجهاي الصينية، بهدف بلورة اتفاقٍ تجاريٍ ينهي سجال الحرب التجارية بين البلدين، سار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عكس الاتجاه، وقرر فرض رسومٍ جمركيةٍ إضافيةٍ على بضائع صينية تبلغ قيمتها 300 مليار دولار بنسبة 10 في المائة.
وستدخل الرسوم الجمركية الأمريكية الإضافية حيز النفاذ بدءًا من الفاتح من شهر سبتمبر المقبل، أي بعد شهرٍ من الآن، حسبما أعلن الرئيس الأمريكي، وذلك في وقتٍ لم تكن هذه البضائع تخضع لأي تعريفات جمركية.
وجاء ذلك خلال تغريدةٍ كتبها ترامب على تويتر قال فيها، "محادثات التجارة مستمرة وأثناء المحادثات ستبدأ الولايات المتحدة في الأول من سبتمبر فرض رسم صغير إضافي قدره 10% على بقية البضائع والمنتجات القادمة من الصين إلى بلدنا والبالغة 300 مليار دولار. هذا لا يشمل البضائع التي قيمتها 250 مليار دولار الخاضعة بالفعل لرسوم قدرها 25%".
خطوة الرئيس الأمريكي بفرض رسومٍ جمركيةٍ جديدةٍ على سلع صينية أخرى، وإن كانت أقل من المفروضة سابقًا، فإنها ستمثل منعطفًا حرجًا لمباحثات التجارة بين واشنطن وبكين، وقد تودي بها إلى الانهيار مثلما كان الوضع مطلع مايو الماضي.
وانهارت المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قبل نحو ثلاثة أشهر في واشنطن، وأدى ذلك إلى عودة أجواء الحرب التجارية بين البلدين، بعد هدنةٍ دامت لنحو خمسة أشهر.
رسوم متبادلة
وعلى إثر ذلك، تبادلت الولايات المتحدة والصين فرض الرسوم الجمركية على واردات كل دولة لدى الأخرى، وهو ما أوقد شعلة الحرب التجارية بين البلدين بعد هدنةٍ دامت نحو 5 أشهر بدءًا من ديسمبر 2018 حتى مايو الماضي.
وبدأت واشنطن الأمر في 11 مايو، حينما قررت فرض رسومٍ جمركيةٍ على الواردات الصينية، ورفعت نسبتها من 10% إلى 25%، وتقدر الرسوم الأمريكية على واردات صينية بـ200 مليار دولار.
الصين بدورها ردت الصاع للولايات المتحدة، وفرضت رسومًا على سلع أمريكية قيمتها 60 مليار دولار، وشملت الرسوم 5140 منتجًا أمريكيًا، حسبما أعلنت وزارة المالية الصينية.
كما فرضت بكين رسومًا إضافيةً نسبتها 25% على الغاز المسال المستورد من أمريكا مقارنة مع 10% كانت تكتفي بفرضها. ودخلت الرسوم الجمركية الصينية على الواردات الأمريكية حيز النفاذ بدءًا من أول يونيو الماضي.
اتهامات ترامب للصين
ويأتي فرض ترامب الرسوم الجديدة اليوم بعد يومين من توجيه اتهامات للصين، بعدم احترام بنود المفاوضات التجارية الحالية، والسعي لإبرام اتفاقٍ يخدم مصالحهم.
كما اتهم بكين بالمماطلة ومحاولة كسب الوقت إلى غاية الانتخابات الرئاسية الأمريكية نوفمبر 2020 على أمل أن يأتي رئيس ديمقراطي يبرمون معه اتفاقًا تجاريًا.
وكتب ترامب على تويتر في وقتٍ سابقٍ اليوم، يقول فيها إن الصين إلى جانب إيران تسعى لنهب الولايات المتحدة، حسب اعتقاده.
وجاء نص تغريدة ترامب، "تتطلع كلا من الصين وإيران ودول أجنبية أخرى إلى المرشحين الديمقراطيين ويسيل لعابهم على احتمال تعاملهم مع ديمقراطيين في المستقبل.. سيكونون قادرين على نهب الولايات المتحدة الأمريكية كما لم يحدث من قبل، أما في حالة فوز الرئيس ترامب، لن يحدث ذلك أبدا!".