حوار| فدوى البرغوثي: لن نتسول حريتنا.. ومروان يقود ثورة علمية للأسرى بالسجون الإسرائيلية
- المقاومة مستمرة.. وحل القضية ليس اقتصاديا ونضـــــــالنا مشروع
- أحفاد مروان لم يقابلوه.. وينادونه سيدو.. ويقلدون حركاته
- إسرائيل تهين الأسرى بمنع العلاج والزيارات ووقف الرواتب
تخرجت من المدرسة المروانية كمناضلة قبل أن تكون زوجة مناضل وأما لأبنائه، تشاركه حلم التحرر الفلسطينى وعاشت معه سنوات الإبعاد والغربة ، وعندما عاد للوطن حرمها الاحتلال الإسرائيلى منه بوضعه فى احد السجون. بينما مضت لتكمل مسيرته وتحمل هموم الوطن المحتل فى الداخل والخارج ومسيرة أخرى فى البيت جعلتها تعيش دور الأب الغائب والأم معا حتى تربى أبنائها الأربعة. أنها فدوى البرغوثى زوجة المناضل مروان البرغوثى.. ستشعر وأنت تتحدث معها أنك مع مروان وتناقشه فى أصعب قضايا وأزمات الوطن ولديه الحلول لكل شىء. ما نراه صعبا ونحلله فى موضوعات طويلة نكتبها منذ سنوات عن القضية الفلسطينية لم يكن صعبا أبدا وأنا أتحدث معها وهى تجيب بكل ثقة وفصاحة وعلم ورؤية تنقص كثيراً من الساسة والمحللين.
> نعلم أنك ممنوعة من زيارة زوجك مروان البرغوثى منذ عامين ولكن نرغب فى البداية فى الاطمئنان عليه وعلى أوضاعه داخل السجون الإسرائيلية؟
هذه هى السنة الثالثة التى أمنع فيها من زيارة مروان خاصة بعد إضراب الحرية والكرامة الذى قاده قبل عامين وخاض معه هذه المعركة أكثر من 1500 أسير من خيرة أبنائنا. وقد اتهمت بالوقوف إلى جانب الأسرى ومساندتهم بمعركة الحرية والكرامة وتبنى وجهة نظرهم وهذا ما جعل الاحتلال الإسرائيلى يأخذ قراراً بمنعى من زيارة مروان من تاريخ 30 مارس 2017 حتى مارس هذا العام ، ثم تم تمديد هذا القرار لعام آخر . وطبعا المنع كان بقرار سياسى إسرائيلى والقرار كان من جلعاد أردان وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى. ولكننا نتواصل سويا عن طريق إخوته وشقيقته وأهله والمحامين المسموح لهم بالزيارة كل فترة. وصحته الحمد لله جيدة الآن خلال فترة الإضراب عانى من وعكة صحية وظل يعالج لشهرين. وأطمئن كل أحبائه من الشعب المصرى الذين أعرف أنهم يحترمون مروان ويقدرون نضاله. وهو يحاول أن يحافظ على صحته بقدر ما يستطيع ويمارس الرياضة والقراءة من أجل أن يستمر عقله ناصحاً وايضا كى يستمر فى حمل رسالة الشعب الفلسطينى.
> عرفت أنه رغم الأسر إلا أنه يقود حملة لتعليم الأسرى الفلسطينين داخل السجون الإسرائيلية.. فما حقيقة ذلك؟
الحركة الأسيرة الممتدة منذ عام 1967 ومن قبلها تمتلك طرقا عديدة لمواجهة أية قرارات تتخذها إسرائيل لتفريغهم من محتواهم الوطنى والسياسى والإنسانى، فعادة يقوم الأسرى بكل ما يرونه من أجل الحفاظ على إنسانيتهم ووطنيتهم ودورهم السياسى الفعال كحركة أسيرة، ومن هنا يقود مروان البرغوثى ثورة علمية داخل السجون، وهى علمية الأساس فيها أن يستفيد المناضلون من الوقت الكبير الذى يمضونه فى السجن وعندما يخرجون سيجدون أنهم لم يضيعوا وقت التعليم ووقت المعرفة ويستطيعوا الانخراط فى الحياة، أذكر أن أحد الأسرى أخبرنى أن مروان البرغوثى جمعنا فى بداية الأسر وقال لنا: « عندما سيفرج عنكم سيرقص بكم الشعب الفلسطينى ويضعكم على الأكتاف وسيغنى الناس فى الإفراج عنكم ولكنكم ستجدون أنفسكم فى قارعة الطريق إن لم تتحصنوا بالعلم والشهادات. لذلك أنا أريد أن أساعدكم لتبقوا عنواناً مهماً فى الحركة الأسيرة وللشارع الفلسطينى «هو يهتم بالتعليم ليس فقط من أجل التعليم ولكن لتأهيل الأسير بأن يكون على قدر من الفكر السياسى وأن يستطيع فهم ما يدور حوله فى السجون، الدراسة فيها تكون علوم سياسية والتخصص المعترف به هو الدراسات الإسرائيلية وهو يريد أن يعرف الأسير المجتمع الدولى وهو مجبر على فهم سياسة الدولة التى تحتله ويعرف الصهيونية ومبادئها وثقافتهم وكل ما يتعلق بالمجتمع الإسرائيلى إلى جانب برنامج ومواد يتم تدريسها لمعرفة القضية الفلسطينية وثوابتها وتدريب الأجيال على ماهية القضية وكيفية الحفاظ عليها.
الأسرى فى السجون
> فى رأيك بعد كل هذه الزيارات الخارجية والذهاب لكثير من المحافل الدولية والعربية.. لماذا لازال العالم يتجاهل مأساة الأسرى الفلسطينيين؟
قضية الأسرى الفلسطينيين هى قضية سياسية بالدرجة الأولى، وهى قضية شعب محتل، وجوهر هذه القضية أن هناك مكافحين أبطالاً يناضلون من أجل القضية الفلسطينية ويقاومون الاحتلال فوقعوا فى الأسر، وطالما أن هناك إحتلالا سيكون هناك مقاومة،ونحن نتحدث عن ممارسات احتلال هى الأبشع لأنه يزج بابناء الشعب الفلسطينى فى السجون الإسرائيلية. ولكن هذه القضية لها أبعاد إنسانية كبيرة تتعلق بالأسير وأسرته وأبنائه ومنع الزيارات ومنع العلاج وإهانة الأهالى على الحواجز ومنعه من ملامسة أسرته حتى فى اللقاءات التى تتم عبر حواجز زجاجية، وكل هذا الحرمان تنتهك فيه إسرائيل حقوق الإنسان ومنها منع الزيارة والعلاج والعيش فى ظروف آدمية ولكن هم يتلاعبون بهذه الحقوق ويتعاملون معها كامتياز يسحبونه او يعتبرونه ابتزاز للأسير للضغط عليه ويعتبرونه انجاز يريدون ثمنا له، وأسرانا يفهمون ذلك جيدا. وإسرائيل تريد أن تجرم النضال الفلسطينى عبر المطالبة بوقف رواتب الأسرى والشهداء أى أنهم يريدوا من الشعب الفلسطينى أن يقر أن نضاله خطأ وأن نضاله مجرم. وعندما توافق القيادة الفلسطينية على وقف رواتب ومخصصات الأسرى والمعتقلين التى تصرف لهم منذ عام 1967 لهم ولعائلتهم معنى ذلك أن تذعن القيادة الفلسطينية لهذه المطالب الإسرائيلية و أننا نقر كفلسطينيين أن نضالنا خاطئ، كل القوانين الدولية تعلم أن نضالنا مشروع. أما ما يتعلق بكونهم يتجاهلونه، فيجب أن نتناول موضوع الأسرى ضمن خطة وليس ارتجالاً وليس تكتيكاً وليس من باب المجاملة. هذا موضوع يجب أن نضع له خطة مثلما تضع إسرائيل خطة بتجريم النضال الفلسطينى وعلينا أن نعمل خطة نقول فيها إن ما يحدث للأسرى والمعتقلين هو جوهر ما يحدث للشعب الفلسطينى كله، فالشعب الفلسطينى كله محاصر وكله قيد الاعتقال وتحت الاحتلال والجميع يعانى ويجب أن تكون خطتنا أن نرى العالم بشاعة هذا الاحتلال من خلال قضية الأسرى وأسرهم . وحتى الآن لا أرى لا خطة وطنية ولا خطة عربية ولا خطة دولية استطعنا أن نقدمها للأسرى والمعتقلين وهو المطلب الرئيسى الذى نتحدث دوما عنه مع المسئولين سواء الفلسطينيين أو العرب بضرورة وجود خطة مدروسة لمواجهة الإحتلال.
شبكة مروان البرغوثى
> أطلقت منذ سنوات الحملة العالمية للإفراج عن مروان البرغوثى وسافرت إلى كثير من دول العالم.. ما هى الدول الأكثر دعما لمروان وللقضية الفلسطينية؟
اليوم وأنا اتحدث معك هناك وفد من أطفال الأسرى يزورون فرنسا للسنة الرابعة على التوالى وهو مشروع بين الحملة الدولية لحرية مروان البرغوثى وبين شبكة مروان البرغوثى للمدن الفرنسية التى لا يعرف عنها الكثيرون. وقتها بإختصار أن هناك 40 مدينة فرنسية أعطت مواطنة شرفية للمناضل مروان البرغوثى وأنشئت هذه الشبكة التى هى بمثابة حملتنا فى فرنسا وفى أوروبا. عملنا معهم هذا المشروع لاستضافة أبناء الأسرى للترفيه ومساعدتهم لتحمل الألم الذى يشعرون به بعد غياب آبائهم. هذا العام يوجد 30 طفلا ومعهم 5 مشرفين وأسيران محرران دخلوا السجون الإسرائيلية وهم أطفال وكبروا فى السجون بعد ان أمضوا فيها 14 عاما وأكثر. وهذه الحملات مستمرة طالما استمر الأمل فى الحرية والعودة والاستقلال للشعب الفلسطينى سيستمر النضال والمواجهة والمقاومة لن نستسلم لليأس لأن فى النهاية ما نفعله هو شىء يحاكى إنسانيتنا قبل أن يحاكى الظروف السياسية التى نعيشها.
الانقسام الفلسطينى
> ما الذى خسرته القضية الفلسطينية جراء سنوات طويلة من الانقسام الفلسطينى؟
اسمحى لى أن أسجل أن الانقسام كان نقطة سوداء فى تاريخ القضية، وأن أسجل أن الشعب الفلسطينى لن يسامح من تسببوا فى هذا الانقسام ولن نسامح من يستمر فى هذا الانقسام. وخاصة الشهداء والجرحى والأسرى والناس الذين صودرت أراضيهم ومنعوا من الحياة و قدموا تضحيات عظيمة من أجل القضية الفلسطينية .. هؤلاء الناس لا يوجد شيء يعوضهم ويقنعهم أنه لا منصب ولا مكان ولا رتبة ولا امتياز ينسيهم من تسبب فى شق صف الوحدة الوطنية الفلسطينية . وكما يقول مروان البرغوثى الوحدة الوطنية هى انتصار للشعوب المحتلة والمقهورة والتى تعانى من الاحتلال. و السادة المنقسمون لم يلتزموا بقانون الانتصار بالنسبة لنا . لن ينتصروا طالما بقى هذا الإنقسام وطبعا الأسرى هم أول من شعروا بالخطر الداهم على الشعب الفلسطينى وأصدروا وثيقة الأسرى للوفاق الوطنى عام 2006 وطبعا هذه الوثيقة وضعت قبل الانقسام كى تنقذ الشعب الفلسطينى من الإنقسام وكانت بشكل وقائى وليس علاجى.
المقاومة أم السياسة
> هناك أيضا تراجع فى مسيرة المقاومة ولغط فى تفسير معناها.. فى رأيك كيف سيكون أداء المقاومة الفلسطينية فى ظل وجود كثير من المؤامرات على القضية الفلسطينية فى المرحلة القادمة؟
الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية أثرت بشكل كبير على طريقة تناولنا لموضوع المقاومة فى الشارع الفلسطينى. فكما قلنا من قبل الانقسام وصل الناس للاعتقاد بأن هناك رفض للمقاومة أو لطريق السياسة.. دعينا نقول أن مدرسة مروان البرغوثى تقول ان المقاومة يجب ألا تدير ظهرها للسياسة والسياسة يجب أن تستند على المقاومة. لايوجد حركة تحرر فى الكون لم تقاوم ثم تفاوض وهى تستند على قوتها على الأرض. ولذلك هذه المعادلة أصبحت غير موجودة رغم أنها عقيدة كل الشعب الفلسطينى لكن السياسيين للأسف جعلوها تبدو بهذا الشكل. دون العمل بتكامل. السبب الآخر لتراجع مفهوم المقاومة هو الوضع العربى القائم التائه بين الإرهاب والمقاومة حيث تعرض الوطن العربى للأسف لموجة من الإرهاب وهذا ما جعلهم يظلمون الشعب الفلسطينى وأصبحوا يخافوا يتكلموا عن القضية الفلسطينية، رغم أنهم لو رجعوا للتاريخ سيجدون أنهم وغيرهم قاوموا المحتلين فى قت ما حتى رحل وتحرروا. وهذا ليس مبررا لظلم المقاومة التى هى حق مشروع يكفله لنا القانون الدولى عبر قرارات من الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتى أعطت الحق للشعوب المحتلة أن تقاوم الاحتلال. والسبب الثالث هو ما يحدث فى العالم بشكل عام، القطب المتحكم فى العالم وهى أمريكا التى تنفذ ما تريده إسرائيل قد أخافت العالم من الحديث عن الشعب الفلسطينى بأنه يناضل من أجل قضيته واستقلاله.. ووضعوا الشعب الفلسطينى فى زاوية الانتظار لما يريد العالم أن يعطيه؟ كأننا سنشحذ حريتنا.. فى تاريخ حركات التحرر لا أحد يشحذ حريته ولا أحد يحملنا جميل بأنه من حررها. حركة التحرر تنتزع حريتها واستقلالها وهذا حق يكفله القانون الدولى. هذا الواقع الذى جعل الفلسطينى عندما يخرج ويتحدث عن المقاومة معناها أنه مدان وهذا شىء لا يغير من تفكير الشعب الفلسطينى إطلاقا.
> نتابع مظاهرات يهود الفلاشا فى الداخل المحتل والبعض تحدث أن إسرائيل بدأت تنهار من الداخل.. فكيف تحللين تلك الأحداث؟
هذا حدث عابر، لأن إسرائيل قائمة على مشروع صهيونى كبير. فى بعض الأحيان تتغير الشخوص والأحزاب ولكن إسرائيل استطاعت أن تغذى الرأى العام الإسرائيلى بأنها فى خطر دائم فى محيط عربى كله كاره لهذا الشعب. وأنه تسليمه لقيادته بالبطش والظلم والإجرام هو من أجل حمايتهم ومن أجل يكونوا آمنين. ولو تابعنا نتائج كل الإنتخابات الإسرائيلية سنجد أن لها نتيجة واضحة لا تتغير وهى أن المجتمع الإسرائيلى يميل إلى اليمين والتطرف وبشكل متزايد. وهذا سببه نجاح القيادة الإسرائيلية أنها تخوف الشعب الإسرائيلى من المحيط العربى ومن الفلسطينيين وتخوفهم على حقهم فى الوجود. فيسلموا لمن يبطش أكثر فى الشعب الفلسطينى وهم فى معظمهم رافض للسلام ويؤيد بناء المستوطنات معبأ بكره العرب والفلسطينيين. هذه القيادة المجرمة هى القادرة على حمايتهم. أما المشاكل الداخلية فأكيد عندما يجلبو اليهود من كل أنحاء العالم ستصادفهم مشاكل من هذا النوع ولكنها لن تصل إلى مرحلة تفكك لأن الفكرة الصهيونية لديهم أقوى بكثير.
المرأة الفلسطينية
> حدثينا عن رئاستك لاتحاد لجان المرأة فى حركة فتح وما تقومين به من نشاط داخل وخارج فلسطين؟
منذ 3 سنوات توليت رئاسة الاتحاد خلفا للأخت ربيحة دياب كنت نائبتها وكنت واحدة من المؤسسات الخمسة لهذا الاتحاد من الثمانينات وكان عمرى وقتها 18 عاما . وانتخبت بالإجماع وبعد ما توليت هذه المهمة بدأت فى عمل مؤتمرات فى كل المحافظات الفلسطينية فى الضفة والقدس وغزة. عملنا 6 مؤتمرات فى رام الله وسلفيت وطوباس طولكرم قلقيلية وبيت لحم. من 30 سنة لم تجر انتخابات ولا مؤتمرات علنية كانت تحدث توافقات ولكن اتخذنا القرار لعمل حراك نسوى فى حركة فتح، الآن كل محافظة بها 13 او 15 سيدة منتخبة لتدير المحافظة ونكمل بقية المحافظات بعد عودتى ومنهم الخليل والقدس ونابلس وجنين ..ثم سنبدأ فى 5 محافظات فى غزة وبعد الإنتهاء من الـ 16 محافظة سنعمل المؤتمر العام للآتحاد والذى سننتخب من خلاله قيادة للاتحاد وللهيئة القيادية والرئاسية.
> هل هذا يعنى أن المراة الفلسطينية متفوقة على الرجل سياسيا ؟
المرأة الفلسطينية جزء لا يتجزأ عن المرأة العربية، ولا مرة نشعر بأننا نعيش ظروفا مختلفة ولكنها نفس فصول الكفاح والظروف القاسية التى مرت بها المرأة العربية التى تمتلك نماذج نسائية عظيمة لها تاريخ مشرف نتعلم منها ومن تجاربها. ولكن المرأة الفلسطينية وبحكم السنوات الطويلة من الاحتلال اكتسبت خبرة ومهارة فى النضال وفى العمل النقابى وفى العمل الإدارى والعمل الإجتماعى فى فترات نضال طويلة لذلك تجربتنا أقوى . أما عن مكانتها داخل المجتمع الفلسطينى والمكان الذى يجب أن تصل فيه سواء فى صنع القرار او المشاركة السياسية فلم تصل لهذا الحد للأسف. الشعب الفلسطينى يتقبل المرأة مناضلة يتقبلها تعانى وتضحى ولما تكون أسيرة وشهيدة ترفع صورها ولكنها عندما تذهب لانتخابات محلية وبرلمانية توضع مكان صورتها وردة فى بعض القرى. وصلت المرأة لمكانة مهمة وتشارك فى كل مناحى الحياة ولكن لازلنا نناضل من أجل وضع أفضل للمرأة فى فلسطين. فالمرأة القادرة على تحمل العبء الأكبر فى الأسرة قادرة على أن تدير مجتمعاً بأكمله. ولكن دائما وقبل أن نناضل من أجل حقوقنا نبدى قضيتنا بالنضال ضد الاحتلال أولا. وكآتحاد لفتح على تواصل دائم مع الأحزاب الموجودة المعنية بالمرأة ولدينا الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وهو مفتوح لكل امرأة فلسطينية حتى هذه اللحظة لم يلتحق به سوى المنتمين لمنظمة التحرير الفلسطينية والمستقلين لا يوجد فيه أعضاء من حماس او الجهاد الاسلامى. وعملنا ائتلاف يضم الجميع اسمه طاقم شئون المرأة ينفذ مشاريع كثيرة ونشارك فى فاعليات عربية ودولية كثيرة.
> كيف وجدت صورة المرأة الفلسطينية عالميا؟
بشكل دائم نحن حريصات على الظهور فى المناسبات العالمية لأنه كانت هناك صورة للمرأة الفلسطينية بأنها تعانى وتبكى وضحية لا تستطيع ان تبدع. ولكن مثلا وجدوا أن فدوى البرغوثى التى حكم على زوجها بالمؤبد وخلال 18 سنة سجناً لم أر زوجى لمدة 7 سنوات وترك لى أولاد صغار وربيتهم وعلمتهم ثم جاءت تتحدث عن الأمل والسلام الحقيقى والإنسانية وحقوق الإنسان. معناها أن نموذج المرأة الفلسطينية مختلف عما كانوا يظنوه فلدينا نائبات ووزيرات وزوجات شهداء وأسرى ومبدعات فى كل المجالات الصورة الأصح مناضلة ومكافحة وليست ضحية.
> كزوجة وأم.. كيف مرت سنوات الألم والأمل والنضال على فدوى البرغوثى؟
الحديث بعد 18 سنة من الوجع والألم مؤلم أكثر مما نتحدث عنه فى بدايته لأنه فى البداية تشعرين بألم وقتى لكن مع تراكم السنوات تتراكم الأحزان بداخلك.. نعم لم نستسلم ولم تنكسر إرادانا لكن هذا لا يعنى أنه لم نضعف ونبكى ونتعذب فى بعض الأحيان. عشت اليأس والإحباط ولأى إمرأة فى العالم ستقول لك أنها لم تتأثر بغياب زوجها مع تحمل مسئولية أبنائها مع هموم وطن يعانى فهذا شيء مخالف لتركيبة المرأة .. كل هذا موجود ومع ذلك أحاول وأستمد القوة ممن هم حولى يحبوننى ويساندوننى. مع العالم المتضامن معى والدول العربية ومع الشعب الفلسطينى الذى أكرمنى أنا وأولادى ومروان فى كل الاستطلاعات يأخذ المركز الأول فى الشعبية والمحبة، كلها أسباب تجعلنى أقوى. ولكن فى البداية كنت مرعوبة ألا أستطيع أن أكمل الطريق مع أبنائى فى دراستهم واليوم أبنائى الأربعة خلصوا دراستهم الجامعية وحاصلين على الماجستير بامتياز وأصبح لدينا 3 حفيدات والرابع فى الطريق ..أصبحنا مستقرين بالبيت فقط ولد هو غير المتزوج اصبحت اليوم مرتاحة أن أبنائى بخير ووصلتهم لبر الأمان.
حكمته ورزانته
> هل تحدثين الأحفاد عن جدهم مروان؟ ومن منهم يشبهه أكثر؟
صور مروان فى كل مكان فى البيت، ودائما ما ينادونه «سيدو « وكثيرا ما يقلدوا حركاته فى المحكمة ، ويلبسوا تيشيرتات عليها صوره. وأكيد نحن نكلمهم عن جدهم. أما الأبناء فكل واحد واخد شيء من أبوه .. فمثلا « قسام» آراؤه وأفكاره وحركاته يقولون عنه ابن مروان، لما يشاهدوا «عرب» وحكمته ورزانته يقولون ابن مروان، لما بيشوفوا «شرف» وتبسيطه للأمور وطيبته يقولون ابن مروان، وفى الشكل ربى الأكثر قربا من أبيها.
وقبل أن أغادر سألتها: ماذا ستفعلين إذا جاءك الآن خبر إطلاق سراح مروان البرغوثى؟ فأحمر وجهها وابتسمت وقالت: لا أعرف ولكنى سأحتفل به مع الشعب الفلسطينى والشعوب العربية التى تحبه.