بقلم عبد الله عيسى- رئيس التحرير
قبل نحو عشر سنوات، اعتقلت إسرائيل أحد نشطاء الجبهة الشعبية بالضفة الغربية، ويبدو أن اعتقاله جاء بناء على ثرثرته، بأنه أحد كوادر الجبهة الشعبية السريين، كما يبدو أن إسرائيل، خشيت من أنه يُدير شبكة سرية للجبهة، فقامت باعتقاله.
وإذا به ينهار بالسجن ويولول، فزاره أقاربه ورأوا حالته المزرية، فذهبوا لقيادات الجبهة الشعبية، وتوجهوا معًا للرئيس أبو مازن، وكان في حينها رئيساً للوزراء، وطلبوا من أبو مازن أن يتدخل بأي شكل كي يُفرج عنه، وفعلاً وحسب صحيفة إسرائيلية، أرسل أبو مازن، رسالة لنتنياهو في حينها، وقال له أرجو الإفراج عن الأسير فلان، وهذا مطلب شخصي.
اهتم نتنياهو برسالة أبو مازن، ويبدو أنه استشار أجهزته المختصة، فاستغربوا من اهتمام أبو مازن بهذا الشخص، ووجدوا أنه لا مبرر لاستمرار اعتقاله، فأصدر نتنياهو قراراً بالإفراج عنه، ونشرت في حينه إحدى الصحف الإسرائيلية، حول رسالة أبو مازن إلى نتنياهو.
فقمت بالاتصال بالأسير المفرج عنه هاتفياً، بغرض نشر موضوع صحفي عما جرى معه، وفوجئت بهذا الأسير يقول لي: لا أساس لما تقول، وأفرج عني بسبب نضالاتي بالسجن، ولم يتدخل أبو مازن بالأمر.
رغم أنني أتابع وسائل الإعلام كلها، ولم أسمع يومًا عن نضالاته المزعومة داخل السجن، أو خارجه، ومنذ الإفراج عنه، لم أقرأ خبراً عن تصريح صحفي له، أو مشاركته باعتصام لذوي الأسرى أو المعتقلين، ومنذ الإفراج عن، ذاب كما يذوب الملح بالماء، ولم أسمع له ذكرًا.
هذا نموذج لمدعي النضال أو المناضل الكذّاب.